¨•.•`¤¦¤( ? منتدى رنيم الشبابي )¤¦¤`•.•`¨

امي هي من علمني الفاتحة 196676889

لمقترحاتكم وتعليقاتكم
¨•.•`¤¦¤( ? مقترحات و آراء الزوار ? )¤¦¤`•.•`¨




لا تستطيع نسخ المعلومات ما لم يكن لديك حساب في منتدى رنيم الشبابي



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

¨•.•`¤¦¤( ? منتدى رنيم الشبابي )¤¦¤`•.•`¨

امي هي من علمني الفاتحة 196676889

لمقترحاتكم وتعليقاتكم
¨•.•`¤¦¤( ? مقترحات و آراء الزوار ? )¤¦¤`•.•`¨




لا تستطيع نسخ المعلومات ما لم يكن لديك حساب في منتدى رنيم الشبابي

¨•.•`¤¦¤( ? منتدى رنيم الشبابي )¤¦¤`•.•`¨

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
¨•.•`¤¦¤( ? منتدى رنيم الشبابي )¤¦¤`•.•`¨


2 مشترك

    امي هي من علمني الفاتحة

    العقيد
    العقيد
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 200
    نقاط : 5075
    العمر : 55
    mmsامي هي من علمني الفاتحة Top4top_42489e85c810
    الأوسمة التي حصل عليها العضوامي هي من علمني الفاتحة Jb12915568671

    021 امي هي من علمني الفاتحة

    مُساهمة من طرف العقيد 2011-09-15, 9:00 pm





    أمي علمتني الفاتحة





    لا أذكر متى سمعت " الفاتحة " لأول مرة ، ولكني بالتأكيد سمعتها من أمي منذ عهد سحيق ..في صالة البيت المتسعة ، في ركن مجاور للحائط ، كان مكان أمي المفضل للصلاة .
    بعيون متسعة كنت أرقبها ، متسمرا في مكاني ، وخصلات شعري تنحدر على عيني فأرفعها في شرود..أتأمل وجهها الشاحب وطرحة الصلاة البيضاء والإضاءة الخافتة ..لسبب ما كانت أمي تفضل الصلاة في عتمة لا يبددها سوى بصيص ضوء متسرب من شباك موصد أو لمبة سهاري في آخر الردهة ..
    أحساس غامض كان يداهمني أنها ليست معي .. في عالم آخر ومدى مختلف ، هناك حيث لا أعرف ..أسمعها تقرأ فاتحة الكتاب بصوت مختلف عن صوتها الذي تناديني به . لم أكن أعرف وقتها معنى الفاتحة ولا الكتاب ، لكن الطابع الطقسي كان لا يخفى على أحد : سمتها الخاشع وهي تقف حافية القدمين فوق سجادة خضراء ، مبتهلة ، متبتلة ، تقرأ الآيات في لهفة وشبه استماتة ، لا بصوت منغم كما يقرأ أبي ولكن بصوت يخرج من القلب مباشرة ،وكأنها تتنهد . أسمعها تقول في توسل " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" .
    الشيطان ، رمز الشر ودبيب الغرائز الغامضة تسري في الدم كالحريق ..وحتى في سني المبكر كنت أعرفه ..براءة الأطفال وهم يروق للكبار أن يصدقوه .. كنت أصغر أخوتي وأضعفهم ولذلك كنت مسالما ..وبرغم ذلك لم أسلم من الشر ..شيء ما فعله ابن خالتي الصغير وجدته خطئا فادحا يستحق العقاب ..ضربة خفيفة ونظرة متوعدة ..قلب شفتيه إلى أسفل كعادته قبيل البكاء فلم أدر ماذا دهاني ..نار اشتعلت في دمائي ورغبة غامضة في إيذائه .. تماديت وأنا أشعر بالخوف من نفسي ..من كائن أسود غير محدد الملامح يختبئ تحت جلدي .
    " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " كانت أمي تنطقها في قوة واستماتة ..شيطان ورجيم في الوقت نفسه ..يسكنك وتلك خطورته ..تخبطت البشرية طويلا في تفسير معضلة الشر ..في طفولة العقل البشري حلوا الإشكالية بوجود إلهين : واحد للنور والآخر للظلام ..إله للخير وآخر للشر ..محاولة بدائية لتفسير المعضلة قبل أن يتنزل الوحي القرآني مقررا أنه - الشيطان - لا سلطان له على البشر إلا بالغواية ..




    بعدها تتغير نبرات الصوت .. اطمئنان غامر وسكينة حقيقية .."بسم الله الرحمن الرحيم " ..صوت يخالطه الارتياح وإن لم يفارقه تهدج التوسل ..باسم الله تقف في الصالة المعتمة ..ووجهها المستدير يضيء بالسكينة ..
    " بسم الله " ..كنت صغيرا جدا وبرغم ذلك كنت أعرف خالقي ..معرفة تلقى في قلوبنا دفعة واحدة ثم ننساها بالتدريج..كنت خلية لا ترى وبرغم ذلك تنساب في رحم أمي ..تسبح بالغريزة الإلهية نحو مكمن الأمومة في جوفها ..تتكاثر وتنقسم إلى عظام وعروق وأعضاء .. قلبي ياقوته حمراء تنبض بالسر وتخفق بالحب وتدفع الدماء إلى العروق البعيدة ..من أضاء بصيرتي وألهمني أن أنصت إلى دقات قلب أمي وأعرف أسرارها ؟ .
    " بسم الله " أخرجني من رحم أمي شاحبا لا أكف عن البكاء ..لم أستعد أماني المفقود إلا حينما ضمتني أمي وسمعت من جديد دقات قلبها.




    ثم يكتسب صوت أمي رقة ..يعترف فضلا ..يلهج شكرا " الحمد لله رب العالمين " ..على نعمة الوالدين والزوج ، على البيت والولد .. ماذا كانت أمي تشاهده وهي ترمق موضع سجودها في السجادة الخضراء ؟ هل شاهدت يد الرحمة الإلهية تسوق السحب وتأمرها أن تصطدم بقمم الجبال الإثيوبية.. تترقرق على الصخور قبل أن تنحدر في مجرى النيل الطويل في طريقها أن تملأ الكوب الذي تشربه .
    هل شاهدت البذرة الصغيرة تحت الأرض الرطبة الطينية تتشقق بمعجزة البعث ورجفة الحياة ، والبرعم يكافح حتى يصل إلى ضوء الشمس المطمئن حتى يصبح - في ليلة صيف مقمرة- دقيقا أبيض يتحول إلى رغيف تأكله أمي ؟
    هل هو الهواء ينساب في لطف من مخلوق إلى آخر رابطا الجميع بوشيجة الكوكب الأرضي ؟..هل أصغت أمي لموسيقى النجوم وشاهدت الأقمار تولد والكواكب تسبح والشهب تشتعل عشقا؟ .
    " الحمد لله رب العالمين " وإذا كان حمدك يا ربي نعمة تستحق الحمد فأين المفر منك إلا إليك ؟ .




    هذه المرة كان صوت أمي ينطق بالبهجة وهي تردد " الرحمن الرحيم " ..للمرة الثانية يتكرر وصفه عز وجل بالرحمة ..كان ممكنا أن ترد صفة أخرى من صفاته ولو من قبيل التنويع .
    " الرحمن الرحيم " ألقيت معانيها كاملة في قلوبنا ونحن - بعد - أجنة في أرحام أمهاتنا ..لكننا بحاجة إلى تكرارها لأن ثمة معان جديدة سأعرفها فيما بعد ..حينما أصبح عاشقا للون الأخضر وأحب الزهور بنفس الوهج حينما أرى زهرة .. أسبح بحمد ربي كلما شاهدت حديقة ..وأنعقد في ظني أن الزهور تسبيحة أو تجسيد سجود ..حيرة مخلوق لم يعرف كيف يعبر عن حبه لخالقه فأصبح زهرة .
    " الرحمن الرحيم " .. أعبده بحب مخلوقاته وأراه في كل مكان ..في العصارة الخضراء تسري في عروق الشجر إلى الأفنان البعيدة ..في التمثيل الضوئي وذرات الأوكسجين تمنح الحياة لمخلوقات أخرى ..في غابات اللون الأخضر وبحيرات الورد ..والأشجار العريقة المتطاولة في السماء ..والعصافير تمرح هنا وهناك .. وقتها أعرف أنه " الرحمن الرحيم "




    وما هي إلا لحظة حتى يتلون صوت أمي بقلق واضح " مالك يوم الدين " ..
    يوم الدين الذي نسيناه ونحن في أشد الحاجة نتذكره ..ليس فقط لأنه قادم - شئنا أم أبينا - بل لأنه – قبل أي شيء - حتمية أخلاقية ..لا يمكن أن يهرب المجرمون بأفعالهم وتمتلئ أفواه المظلومين بالتراب .نحن بحاجة إلى الآخرة ، وإلا كانت الدنيا عبثا كلها ..لو كانت هناك آخرة فالدنيا لا قيمة لها ، ولو لم تكن هناك آخرة فالدنيا لا معنى لها .
    البعض يتمنونه سريعا لينال الظالمون جزاءهم ، ولكن هل من ضمان ألا نكون منهم ؟ ..كانت أمي خائفة ..تصور أن ينقطع عملك وتسلم ورقة إجابتك دون أي فرصة لتصحيح أخطائك ؟ ..تخيل أن تكتشف أن آرائك التي صدعت بها رؤوس أصدقائك مخطئة ..تخيل أن تجد نفسك مع الذين " بدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون " .




    في كل يوم تكرر أمي فاتحة الكتاب سبعة عشر مرة بعدد ركعات الصلاة ..تتذكر يوم الحساب بعدد هذه المرات.. ولكن أبشري يا أمي فهو وحده " مالك يوم الدين " وتلك فرصتنا الوحيدة للنجاة .. لا يرحم ضعفنا إلا من خلقنا .لماذا كرر "الرحمن الرحيم" في هذه السورة القصيرة مرتين سوى أنه يريد أن يطمئننا أن رحمته غالبة ؟ بل لماذا خلق الفاكهة سوى أنه يريد تدليلنا ؟ ..هل تتصورين إلها يخلق الفاكهة لمخلوقاته ثم لا يكون رحيما بهم ؟



    " إياك نعبد ، وإياك نستعين " تنطقها أمي في خشوع فما هي معنى العبادة ؟ هل تنحصر في حركات وصلوات ؟ ..هل يمكن للقلب أن يسجد والبدن ساكن .؟ ينخرط في ديمومة صلاة ..متى احتجت يا رب إلى دليل يدل عليك ؟ .
    " إياك نعبد " ..حينما تشاهد الألكترونات تسبح في المدارات فأنت تعبده ..حينما تحب ظاهرة التوتر السطحي وتقع في غرام الفوتونات فأنت تعبده ..حينما يفرح قلبك بمشهد عصفور صغير يجرب المشي على الأرض فأنت تعبده ..حينما تشاهد أسراب العصافير في مساراتها المحددة ثم تعلو أناشيدها في صلاة جماعية قبل الغروب فأنت تعبده ..حينما تمسح على رأس يتيم ..أو تخفف جزءا من بؤس الحياة ..أو تدرك عثرة رجل فيلهج لسانه بحمد الله فأنت تعبده .
    " وإياك نستعين " .. الفاعل الحقيقي خلف الأقنعة..الله الذي جعل أباها يرق لها ويقبلها بدلا من أن يعاقبها حينما أكتشف أنها كانت تمزق كل صفحة من الكتاب بعد أن تذاكره ..الله الذي سكب المحبة في قلب خالها الذي أقامت عنده بعد أن كادت أسفار أبيها المتكررة تعطل دراستها . الله الذي جعل أبي يقع في غرامها منذ كانت زميلته في الكلية ويصبر أربع سنين كاملة حتى أصبحت زوجته ..وإذا كان الله هو الذي يفعل فلماذا تطلب عون غيره ؟ .




    " أهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين " ..بعد التسبيحة الطويلة يأتي طلب الهداية ..النعمة التي ملأت قلب أمي بالسكينة في أوقاتها الصعبة .. حينما شاهدت ابنها المحبوب محمولا على الأعناق في طريقه إلى الثرى لم يكن هناك غير الله تطلب رحمته ..
    " أهدنا الصراط المستقيم " ..الحق والنور والجمال ..حتى لو ألتوت أقدامنا ونفوسنا يبقى طريق الله مستقيما لا يستحقه سوى من أنعم عليه بالهداية والمعرفة.




    وتنتهي الفاتحة ..وتنتهي الصلاة ..تنظر إلى كتفها الأيمن وتقول في تهدج " السلام عليكم ورحمة الله " ثم تنظر إلى كتفها الأيسر وتقول " السلام عليكم ورحمة الله ".. لا أعرف من كانت أمي تخاطبهم ، ولكنها تلمحني - بوجهها المستدير وطرحتها البيضاء - وتبتسم ..فأهجم عليها مثل قرد صغير مدرب لأنعم بالضم والتقبيل .
    .
    أواه يا أمي ..أين مني الآن وجهك المستدير ؟ ومن يأخذ كنوز العالم ويعيد لي طرحة الصلاة البيضاء وقبلة ناعمة على خد الطفل الصغير الذي كنته
    .
    أواه يا أمي ..أين مني الآن وجهك المستدير ؟ ومن يأخذ كنوز العالم ويعيد لي طرحة الصلاة البيضاء وقبلة ناعمة على خد الطفل الصغير الذي كنته .




    د.ابراهيم الدابوقي
    د.ابراهيم الدابوقي
    المدير العام
    المدير العام


    المزاجامي هي من علمني الفاتحة 090118194686192
    عدد المساهمات : 4508
    نقاط : 17117
    العمر : 50
    الأوسمة التي حصل عليها العضوامي هي من علمني الفاتحة Jb12915568671

    021 رد: امي هي من علمني الفاتحة

    مُساهمة من طرف د.ابراهيم الدابوقي 2011-09-15, 9:29 pm

    ماأجمـل ماطرحت وماأروع ماسردت من مفاعيـم الخشوع لله وعظمـة الله وبغض الشيطان

    وبراءة طفولـة .. فلقد جعلتنى تعايشت مع كل ماطـُرح من عظيم مخلوقات الله سبحانـه

    اللهم لاتحرمنـا من نعمـك التى أنعمت علينـا بها دنيـا وآخرة

    اللهم وفقك وبـارك فيـك ولك أخى الكريم فيمـا نقلتـه وطرحتـه لنـا أناملك
    العقيد
    العقيد
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 200
    نقاط : 5075
    العمر : 55
    mmsامي هي من علمني الفاتحة Top4top_42489e85c810
    الأوسمة التي حصل عليها العضوامي هي من علمني الفاتحة Jb12915568671

    021 رد: امي هي من علمني الفاتحة

    مُساهمة من طرف العقيد 2011-09-16, 12:47 am

    مرور رائع دكتور بارك الله فيك لك مني الف تحية معطرة من عطور فلسطين الابية المروية من دماء شهدائنا الابرار

      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-05-21, 5:36 am