اما ان الاوان ياقلبي
اليقظه .. اليقظه
قال تعالى : " ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس لهم قلوب لا
يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها اولئك
كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون "
فاحذري يا نفسي ان تكوني منهم
فاليقظه هي انزعاج القلب لروعه الانتباه من طول رقده الغافلين وهي ...
اول منازل السالكين الى طريق رب العالمين
نظره الى حال القلب
ربما يكون القلب يقظا
مجدا غير غافل عن الدنيا وما يتصل بها
وهو غافل عن الله تعالى وحقه
علينا , وعن تذكره الموت والاخره , وعن تذكره جنه الله وناره
وهذا
عجيب يا قلبي
فانت كيان مستقل بذاتك ولك حياتك الخاصه الكامله
ولك
سمع وبصر
وتصح وتمرض بل
تموت والبدن حي
فالكافرون اموات
بالرغم من حياه ابدانهم فقال الله تعالى في سيدنا حمزه وفي عدو الله ابي
جهل الذين كانا رفيقين في الجاهليه
" اومن
كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات
ليس بخارج منها "
فلم يحيى عند الله الا
القلب ولم يمت الاه
وللقلب ايضا اذن قال ربي سبحانه " ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد "
وللقلب
عين كما اخبرنا ربنا بعظمته وقال
" فانها
لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى في الصدور "
وهذا
القلب العجيب قد تنتابه الغفله , فلا تنفتح امامه ابواب الخير لانه تلركها
وغفل عنها وتناساها وانساق خلف شهواته وهوى نفسه وبعد عن الطريق السوي ....
طريق الله الملك
فان لم تدركك يا قلبي عنايه الملك وهدايته
فلا
هدايه لك
فقد يكون الانسان مسلما لا ينكر وجود الله الواحد ولا
الايمان به ولا الاسلام له لكنه ... في غفله عنه .. واقعا في مصائب
الشيطان وان لم تدركه رحمه الله ويقظته من غفلته قبل موته فقد خسر خسرانا
مبينا
فان ادركتك يا قلبي رحمه الله من خزائنه الواسعه المليئه
بلرحمه واللطف والرعايه لكل عباده فاستمسك بها بعزمك وقوتك ولا تتغافل عنها
ابدا
ولكن .. لاستجلاب تلك الرحمه لا بد من ان تري الله تعالى من
نفسك خيرا
اريه انك تستحق تلك الرحمه والرعايه الربانيه التي تحيي
القلب من جديد
فاليقظه اليقظه
وبعدها
لا بد ان يكون هناك عزم للتغير
والعزم يأتي
من قطع كل الاسباب التي تسببت في البعد عن مولاك من صحبه سوء .. من
اغاني .. من افلام هابطه لا تدعو الى للفتن ولا حول ولا قوه الا بالله
كل
منا يعلم ما هي معوقاته وممعداته عن طريق النور
والاستمساك
بالصاحين والاتجاه الى اقرب مسجد والانطراح بين يدي الله تعالى
ولا
داعي للقول وتزين الكلام
فالدموع هي التي ستتكلم وتحكي عن حالك
وفقرك بين عظمته وكبريائه سبحانه
وعن اسفك وحزنك على تفريطك في حقه
يوما من الايام
بعد العزم ستأتي الفكره
والفكره
هي تحديد وجهه القلب نحو الهدف المطلوب الا وهو رضا الملك في عظمته
وكبريائه ولطفه ورحمته والجنه
والبعد كل البعد عن النار وحرها وزقومها
فانا
والله لا نقوى حتى على رؤيتها
يقول ابن القيم
رحمه الله
ولله ما انفع هذه اليقظه ,
فمن احس بها فقد احس والله بالفلاح والا
فهو في سكرات الغفله
فاذا
انتبه القلب
فشمر لله بهمه الى السفر الى منازله الاولى واوطانه
التي اسلر منها
فحي على جنات عدن فانها *** منازلك الاولى
وفيها المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى *** نعود الى اوطاننا ونسلم
؟؟؟
فبدأناها بالاحساس باليقظه
...واكدناها بالعزيمه .... واوجبناها بالفكره ...
وستكتمل
الدائره بالبصيره
فالبصيره ...
نووووووور يملأ القلب
نور من الله تعالى يجعل القلب يبصر الوعد
والوعيد
والجنه والنار
وما اعد الله في هذه لاوليائه وهذه لاعدائه
فابصر
الناس وقد خرجوا من قبورهم مهطعين ومندفعين لدعوه الحق
وقد نزلت
ملائكه السماوات واحاطت بهم
وقد جااااااااااء الله
ونصب
الكرسي لفصل القضاء , وقد اشرقت الارض بنور ربها
ووضع الكتاب وجئ
بالنبيين والشهداء
وقد نصبت الموازين وتطايرت الصحف , واجتمعت
الخصوم وتعلق كل غريم بغريمه ولاح الحوض واكوابه
وزاد العطاش وقل
الواردون
ونصبت الجسور للعبور ولاذ الناس اليه وقسمت الانوار
للعبور عليه
والنار يحطم بعضها بعضا تحته .. والمتساقطون فيها
اضعاف اضعاف الناجين منها
فتنفتح في القلب عين ترى كل ذلك
وتهيم
بالقلب الى الاخره واحداثها .. وهي التي ستحدد وجهه القلب الى الطريق
الصحيح الذى لا اعوجاج فيه ابدا
فالواجب عليك قلبي
ان تحول نفسك من نفس غير مزكاه الى نفس مزكاه
وان تغير من نفسك فتكون
قلبا سليما
يسلك طريقه الى الله عز وجل في سلامه وامان
وانظر
حولك ... الى هذه الدنيا التي يتنافس فيها البشر ويتقاتلون عليها
ما
مصيرها ؟؟
وما مصيرك انت ؟؟
ان مرجعها ومرجعك لالى الله
تعالى
" كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا الا ..
عشيه او ضحاها"
فتيقظ من طول رقدتك
واعزم عزما
قويا يحملك على العمل الجاد
وتفكر فيما خلقك الله تعالى من اجله
للعباده والعمل الصالح الذي يقربك منه
واذهب ببصرك بل ببصيرتك الى
يوم القيامه وما يحدث فيه من اهوال واسال نفسك يا قلبي
ماذا اعددت لهدذا اليوم ؟؟؟
جزاكم الله خيرا
دمتم
في رحابه وتحت رعايته سبحانه