- حقيقة النبوة عند الفلاسفة
- الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
- من درس: تكفير المسلمين للفلاسفة وأسباب ذلك
إذاً:
القرآن عندهم فيض فاض من عقل فعال على قلب بشر، وهذا البشر: [زاكي النفس
طاهر، متميز عن النوع الإنساني بثلاث خصائص]، وهذا يفسر لنا معنى النبوة
عندهم. وهناك علاقة بين جميع أركان الإيمان؛ يقول الله سبحانه وتعالى: وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ [النساء:136]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل : {أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر }،
أي: أن تؤمن بأن الله تعالى خالق الكون، وأنه رب العالمين، وتؤمن
بملائكته، وأن الله سبحانه وتعالى يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس،
فالملائكة هم حملة النور والهداية من الله إلى الرسل، يسمعون كلام الله
فيبلغونه، والكتب متضمنة للوحي الذي تنزل به الملائكة، فإن الله سبحانه
وتعالى يتكلم بالوحي، فيسمعه الملك، فينزل به على الرسل، ولذلك فإن أركان
الإيمان مرتبة هكذا: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر
وبالقدر خيره وشره، ومن لم يؤمن بواحدة منها فليس بمؤمن. فيقول الفلاسفة : إن العقل الأول يفيض.. فالقرآن عندهم هو فيض يفيض على إنسان متميز عن النوع الإنساني بثلاث خصائص.وهل يمكن أن يكون هذا الفيض مكتسباً أم لا؟ بمعنى: هل يمكن أن تكتسب قوة الإدراك وقوة النفس وقوة التخييل؟ الجواب:
نعم. فإن الحيوانات كالكلاب والقردة ونحوها، تدرب على أشياء حتى تكتسب
قدرة على التخيل، وقدرة في النفس، ولذلك فإن النبوة عند الفلاسفة اكتساب، ونجد أن الذين تفلسفوا من الصوفية قالوا بهذا القول، فأخذوا بنظرية الفيض، وآمنوا بأن النبوة مكتسبة، والعياذ بالله! وهؤلاء خارجون عن الملة، ومنهم: ابن سبعين والحلاج و ابن عربي ، وأمثالهم، وقد كان ابن سبعين يجلس في غار حراء ويتعبد، رجاء أن يفيض عليه العقل الكلي!! عياذاً بالله من هذا الكفر والضلال المبين!ولذلك يقول ابن رشد في كتابه فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال
: إن الشريعة والحكمة- أي الفلسفة -رضيعان توأمان. ومعنى هذا الكلام: أن
النبي الذي أوحى الله إليه فقال الحق، مثله ذلك الإنسان الذي كانت لديه
ملكة، فنماها حتى أصبح العقل الأول الفعال يفيض عليه، فقد وصل هذا إلى ما
وصل إليه ذاك، ولذلك فإن الحكمة -الفلسفة- والدين رضيعان توأمان لا تعارض
بينهما، ولذلك وقعوا فيما وقعوا فيه من الكفر والضلال. يقول ابن عربي في مسألة الولاية:
مقام النبوة في برزخ فويق الرسول ودون الولي |
من جهة ثانية، وكلهم يهدفون إلى نفس القضية، وهي أن الولاية لم تختم ولم
تنتهِ، والأصل في ذلك الشر والبلاء كله هو هذه المبادئ الفلسفية، ولهذا
فإن ابن سينا أصله اثنا عشري، فهو من أتباع العبيديين الفاطميين، ثم تقرمط وتفلسف، كما فعل ذلك من بعده نصير الكفر الطوسي .