التعايش الأسري . . ثقافة إسلامية غائبة بين الأزواج
[center]لبيت الزوجية
مكانة ومنزلة كبيرة في الإسلام, ولم لا.. فالبيت بمثابة المملكة
الخاصة للرجل والمرأة علي حد سواء, فيها ينعمون بالهدوء وراحة البال إذا
ما التزموا بتعاليم الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وعكس ذلك إذا
خالفوا منهج الله.
ولقد اعتني
الإسلام بتأسيس بيت الزوجية علي دعائم السكن والمودة والرحمة, ووضع
ضوابط تتمثل في الحقوق والواجبات يلتزم بها الزوجان دون اعتداء احدهما علي
حق الاخر, وبهذا المنهج عاش اسلافنا وحققوا المعادلة الصعبة مابين
متطلبات الحياة ومراعاة منهج الاخلاق والقيم الاسلامية. لكن لوحظ في
الفترة الاخيرة في المجتمعات الاسلامية تهديد واهتزاز لعرش مملكة الزوجية.
مما ترتب عليه
ضياع حقوق الزوجة او الزوج وبالتأكيد الأولاد بينهما, وتشير أصابع
الاتهام الي ان السبب في ذلك هو الزوج وتارة الزوجة, وتارة أخري ظروف
الحياة الاجتماعية وماديتها الطاغية, ومابين توزيع الاتهامات, يتفق
العلماء علي ان السبب في ذلك بالدرجة الاولي هو غياب ثقافة التعايش الاسري
التي حددها الاسلام الحنيف. الفكر الديني من خلال السطور التالية تحاول
كشف اسباب غياب وضياع تلك الثقافة, آملة ان تجري المياه في قنواتها
الشرعية فكان هذا التحقيق:
في البداية يؤكد الدكتور عبدالغفار هلال ـ العميد الأسبق لكلية اللغة العربية جامعة الأزهرـ
إننا نعيش ونشهد حالياً انفصاماً شديداً في العلاقات الأسرية اذ نجد
الخلافات الزوجية تطفو علي السطح, فعلاقة الرجل بزوجته يشوبها الضيق
والفتور, فلا تلقي الزوجة ماينبغي لها من تكريم الاسلام.
واشار إلى أن
الزوجة ـ في الماضي ـ كانت تحظي بالتقدير والاهتمام والتبجيل من زوجها,
وكانت هي أيضاً تعطي زوجها حقوقه الشرعية وواجباته عليها, وكان البيت
يبدو مملكة قوية يديرها الزوج وتدبر أمرها الزوجة وفي ظل ذلك نشأ الأولاد
في جو من الثقة والمودة والحب بين الآباء والامهات.
واوضح ان جو الحياة المعاصرة الآن ـ امتلا برياح ابعدت الاسرة عن الوئام والالتئام والتماسك فكان التفكك والانفصال.
المعاملة الحسنة
وأضاف: لو تأملنا في أحكام الشريعة الاسلامية لأدركنا عقلية الاسلام وحرصه علي بناء سياج الاسرة
المتين, مشيراً الى أن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فيهما
توصيات توجه الي الزوج الأمر بمعاملة زوجته معاملة حسنة طيبة تقوم علي
الود والتسامح والرفق قال تعالى : « وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ » ( النساء - 19) ويمنع عنها الظلم في المعاملة قال تعالى : « وَلَنْ
تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا
تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ
تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا » ( النساء - 129).
ففي هذه الايات
توصية بعدم الميل في المعاملة بما يؤدي الي جفاف المعاملة ووقوع الشر
فيها, حتي تجد الزوجة نفسها كأنها ليست زوجة مع إمساك الزوج لها علي
كراهة منها ومنه فتصبح كأنها لازوجة ولامطلقة.
الأسباب
وعن
الأسباب التي تؤدي الي تعكير صفو العلاقة الزوجية, يقول الدكتور
عبدالغفار هلال: قد ترجع تلك الأسباب الي تقتير الزوج في الانفاق علي
زوجته وأولاده فينشب الخلاف ويدب الشقاق, مع ان الاسلام يكفل للزوجة
حقها وحق اولادها في ان ينفق الزوج عليهم النفقة اللائقة وورد في الحديث
الصحيح ان رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ماحق زوجة احدنا عليه؟
قال : ( ان تطعمها اذا طعمت وتكسوها اذا اكتسيت ولاتضرب الوجه ولاتقبح ولا تهجر الا في البيت) حديث حسن رواه أبو داود .
ونتساءل لماذا لاتسود الاخلاق الفاضلة في التعامل بين الزوج وزوجته وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم : ( أكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا, وخياركم خياركم لنسائهم )
رواه أحمد والترمذي وصححه, كما نبه الاسلام إلى أن يعامل الزوج زوجته
برفق ولايجرح مشاعرها واحاسيسها وللأسف المسلمون الآن لاينفذون ما أمر
الله به مما يتفق وطبيعية المرأة التي بينها الشرع الحكيم.
حق الزوج
ومن حقوق الزوج علي زوجته يقول الدكتور عبدالغفار هلال:
انه كما ان للزوجة حقوقا علي زوجها فإن للزوج ايضا حقوقا علي زوجته تتمثل
في ان تقدره وتسمع كلامه باعتبار انه كافل الاسرة والقائم علي رعاية شئوها
ومصالحها, إذ ان الزوجة الصالحة هي الجديرة بتكوين الاسرة السليمة
الطيبة, قال تعالى : « الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء
بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ
أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا
حَفِظَ اللّهُ » ( النساء - 34), ويقول الرسول - صلي الله عليه وسلم : ( نعم الكنز الزوجة الصالحة اذا نظر اليها زوجها سرته وإذا امرها اطاعته وإن غاب عنها حفظته ).
وأشار
الي ان الزوجات الآن للأسف لايدركن هذه الحقوق وتلك الواجبات, وقد انعكس
ذلك علي تصرفات بعض الازواج, فاستخدم العنف مع المرأة مكان اللين وفهم
البعض الآخر تعاليم الاسلام فهما غير سليم فاستخدم الهجر بمعني غير شرعي
ففهم قوله تعالى : « وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ »
على انه اقصاء للمرأة عن بيت الزوجية وقطع علاقته وعلاقة اولاده بها مما
يدعو الي شقاء الاسرة بمن فيها من الاولاد, مع ان الهجر في المضاجع
لايتعدي ان يدير الزوج ظهره لزوجته وهما علي فراش النوم فقط دون ان يأمرها
بمغادرة الغرفة المعدة للزوجية.
كما ان بعض الازواج فهم معني الضرب فهما خاطئا فحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم يقول فيه : ( واضربوهن ضربا غير مبرح
) رواه البخاري.. لايستخدم فيه الايذاء, بل قال العلماء: يضربها
بمنديل ملفوف دلالاً وملاطفة ولايضربها على وجهها ولايقول لها قبح الله
وجهك ولايجلدها جلد العبد فهل فهم الناس التوجيهات النبوية فهماً سليماً
؟!
وأكد أن من ضمن
الاسباب التي أدت الي تفشي ظاهرة العلاقات السيئة بين الأزواج بعد الناس
عن فهم الاسلام الفهم الصحيح, وقلة الثقافة الدينية في نفوس الناس.
فهل تعود الأسرة
المسلمة الي دينها وإلي شرع ربها ويعرف كل من الزوجين اختصاصاته
ومسئولياته قبل الآخر ويعرف ان المخالف لها يعاقب ويحاسب امام الله سبحانه
عقاباً عسيراً ؟!
مكانة ومنزلة كبيرة في الإسلام, ولم لا.. فالبيت بمثابة المملكة
الخاصة للرجل والمرأة علي حد سواء, فيها ينعمون بالهدوء وراحة البال إذا
ما التزموا بتعاليم الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وعكس ذلك إذا
خالفوا منهج الله.
ولقد اعتني
الإسلام بتأسيس بيت الزوجية علي دعائم السكن والمودة والرحمة, ووضع
ضوابط تتمثل في الحقوق والواجبات يلتزم بها الزوجان دون اعتداء احدهما علي
حق الاخر, وبهذا المنهج عاش اسلافنا وحققوا المعادلة الصعبة مابين
متطلبات الحياة ومراعاة منهج الاخلاق والقيم الاسلامية. لكن لوحظ في
الفترة الاخيرة في المجتمعات الاسلامية تهديد واهتزاز لعرش مملكة الزوجية.
مما ترتب عليه
ضياع حقوق الزوجة او الزوج وبالتأكيد الأولاد بينهما, وتشير أصابع
الاتهام الي ان السبب في ذلك هو الزوج وتارة الزوجة, وتارة أخري ظروف
الحياة الاجتماعية وماديتها الطاغية, ومابين توزيع الاتهامات, يتفق
العلماء علي ان السبب في ذلك بالدرجة الاولي هو غياب ثقافة التعايش الاسري
التي حددها الاسلام الحنيف. الفكر الديني من خلال السطور التالية تحاول
كشف اسباب غياب وضياع تلك الثقافة, آملة ان تجري المياه في قنواتها
الشرعية فكان هذا التحقيق:
في البداية يؤكد الدكتور عبدالغفار هلال ـ العميد الأسبق لكلية اللغة العربية جامعة الأزهرـ
إننا نعيش ونشهد حالياً انفصاماً شديداً في العلاقات الأسرية اذ نجد
الخلافات الزوجية تطفو علي السطح, فعلاقة الرجل بزوجته يشوبها الضيق
والفتور, فلا تلقي الزوجة ماينبغي لها من تكريم الاسلام.
واشار إلى أن
الزوجة ـ في الماضي ـ كانت تحظي بالتقدير والاهتمام والتبجيل من زوجها,
وكانت هي أيضاً تعطي زوجها حقوقه الشرعية وواجباته عليها, وكان البيت
يبدو مملكة قوية يديرها الزوج وتدبر أمرها الزوجة وفي ظل ذلك نشأ الأولاد
في جو من الثقة والمودة والحب بين الآباء والامهات.
واوضح ان جو الحياة المعاصرة الآن ـ امتلا برياح ابعدت الاسرة عن الوئام والالتئام والتماسك فكان التفكك والانفصال.
المعاملة الحسنة
وأضاف: لو تأملنا في أحكام الشريعة الاسلامية لأدركنا عقلية الاسلام وحرصه علي بناء سياج الاسرة
المتين, مشيراً الى أن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فيهما
توصيات توجه الي الزوج الأمر بمعاملة زوجته معاملة حسنة طيبة تقوم علي
الود والتسامح والرفق قال تعالى : « وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ » ( النساء - 19) ويمنع عنها الظلم في المعاملة قال تعالى : « وَلَنْ
تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا
تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ
تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا » ( النساء - 129).
ففي هذه الايات
توصية بعدم الميل في المعاملة بما يؤدي الي جفاف المعاملة ووقوع الشر
فيها, حتي تجد الزوجة نفسها كأنها ليست زوجة مع إمساك الزوج لها علي
كراهة منها ومنه فتصبح كأنها لازوجة ولامطلقة.
الأسباب
وعن
الأسباب التي تؤدي الي تعكير صفو العلاقة الزوجية, يقول الدكتور
عبدالغفار هلال: قد ترجع تلك الأسباب الي تقتير الزوج في الانفاق علي
زوجته وأولاده فينشب الخلاف ويدب الشقاق, مع ان الاسلام يكفل للزوجة
حقها وحق اولادها في ان ينفق الزوج عليهم النفقة اللائقة وورد في الحديث
الصحيح ان رجلا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ماحق زوجة احدنا عليه؟
قال : ( ان تطعمها اذا طعمت وتكسوها اذا اكتسيت ولاتضرب الوجه ولاتقبح ولا تهجر الا في البيت) حديث حسن رواه أبو داود .
ونتساءل لماذا لاتسود الاخلاق الفاضلة في التعامل بين الزوج وزوجته وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم : ( أكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا, وخياركم خياركم لنسائهم )
رواه أحمد والترمذي وصححه, كما نبه الاسلام إلى أن يعامل الزوج زوجته
برفق ولايجرح مشاعرها واحاسيسها وللأسف المسلمون الآن لاينفذون ما أمر
الله به مما يتفق وطبيعية المرأة التي بينها الشرع الحكيم.
حق الزوج
ومن حقوق الزوج علي زوجته يقول الدكتور عبدالغفار هلال:
انه كما ان للزوجة حقوقا علي زوجها فإن للزوج ايضا حقوقا علي زوجته تتمثل
في ان تقدره وتسمع كلامه باعتبار انه كافل الاسرة والقائم علي رعاية شئوها
ومصالحها, إذ ان الزوجة الصالحة هي الجديرة بتكوين الاسرة السليمة
الطيبة, قال تعالى : « الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء
بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ
أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا
حَفِظَ اللّهُ » ( النساء - 34), ويقول الرسول - صلي الله عليه وسلم : ( نعم الكنز الزوجة الصالحة اذا نظر اليها زوجها سرته وإذا امرها اطاعته وإن غاب عنها حفظته ).
وأشار
الي ان الزوجات الآن للأسف لايدركن هذه الحقوق وتلك الواجبات, وقد انعكس
ذلك علي تصرفات بعض الازواج, فاستخدم العنف مع المرأة مكان اللين وفهم
البعض الآخر تعاليم الاسلام فهما غير سليم فاستخدم الهجر بمعني غير شرعي
ففهم قوله تعالى : « وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ »
على انه اقصاء للمرأة عن بيت الزوجية وقطع علاقته وعلاقة اولاده بها مما
يدعو الي شقاء الاسرة بمن فيها من الاولاد, مع ان الهجر في المضاجع
لايتعدي ان يدير الزوج ظهره لزوجته وهما علي فراش النوم فقط دون ان يأمرها
بمغادرة الغرفة المعدة للزوجية.
كما ان بعض الازواج فهم معني الضرب فهما خاطئا فحديث الرسول - صلى الله عليه وسلم يقول فيه : ( واضربوهن ضربا غير مبرح
) رواه البخاري.. لايستخدم فيه الايذاء, بل قال العلماء: يضربها
بمنديل ملفوف دلالاً وملاطفة ولايضربها على وجهها ولايقول لها قبح الله
وجهك ولايجلدها جلد العبد فهل فهم الناس التوجيهات النبوية فهماً سليماً
؟!
وأكد أن من ضمن
الاسباب التي أدت الي تفشي ظاهرة العلاقات السيئة بين الأزواج بعد الناس
عن فهم الاسلام الفهم الصحيح, وقلة الثقافة الدينية في نفوس الناس.
فهل تعود الأسرة
المسلمة الي دينها وإلي شرع ربها ويعرف كل من الزوجين اختصاصاته
ومسئولياته قبل الآخر ويعرف ان المخالف لها يعاقب ويحاسب امام الله سبحانه
عقاباً عسيراً ؟!