من طرف 
الرسول(صلى الله عليه وسلم ) والشعر
ثبت في تاريخ الا سلا م والمسلمين ان الشعر كان من وسائل الدعوه الى الدين والذود عنه وكان وسيله ناجحه فعاله قام بها المسلمون خير قيام بتشجيع من الرسول وتأييده مع ان هذه الوسيله لم يتخذها الرسول نفسه لتكون في اسلوب دعوته الى الله وقد اشار القران الكريم الى هذا في قول صريح وواضح ومحدد (وماعلمناه الشعر وماينبغي له)(1) وقد حاول العلماء منذ القديم الوقوف على الا سباب التى من اجلها نزه الله رسوله عن قول الشعر ولهم في ذالك كلام كثير
وكان مما قاله ابن فارس في هذا الشأن (2) فأن قال قائل : فما الحكمه في تنزيه الله تعالى نبيه عن الشعر ؟ قيل له : اول مافي ذالك حكم الله تعالى بان الشعراء يتبعهم الغاوون وانهم في كل واد يهيمون وانهم يقولون مالا يفعلون 0 ثم قال تعالى ( الا الذين امنوا وعملوا الصالحات) ودائما المستثني اقل من المستثنى منه ومعني اخر في تنزيهه عن قول الشعر : ان اهل الا رض يجمعون على انه لا فرق بين صناعة العروض وصناعة الا يقاع الا ان صناع الا يقاع يقسمون الزمان بالنغم وصناعة العروض تقسم الزمان بالحروف المسموعه 0 فلما كان الشعر ذا ميزان يناسب الا يقاع والا يقاع ضرب من الملا هي لم يصلح ذالك لرسول الله وقد قال عليه الصلا ة والسلا م ( ماأنا من دد ولا دد مني ) (3) ثم ان الرسول لو كان شاعرا لا لتبس امر القران على الكثير من الناس وقد اتضح ذالك في وصف بعضهم للقرأن بانه شعر مع ان الرسول لم يقل شعرا ولم يكن شاعرا كذالك فأن الرسول عليه الصلا ة والسلا م بما أتاه الله من العلم ( وعلمك مالم تعلم وكان فضل الله عليك عظيما ) (4) وبما اتاه من جوامع الكلم ( انما اوتيت جوامع الكلم ) لم يكن بحاجه في تبليغه رسالة ربه طرائق الشعر واساليبه ثم اتاه من جوامع الكلام مالا يبلغ الشعر والشعراء وكيف يكون بحاجه الى الشعر من اتاه الله السبع المثاني والقرأن العظيم 0000 ولكن ليس معنى ذالك ان الرسول حقر من شأن الشعر والشعراء وهو الذي يعرف للكلمة قدرها وتأثيرها كما اتضح من قوله (ان من الشعر لحكمه ) ولذالك كان من الطبيعي ان يحث شعراء المسلمين بأن يشهروا سيوف الشعر في وجوه اعداء الا سلا م والمسلمين الذين شهروا نفس السلا ح و؟أذوا به رسول الله والمسلمين ويحاولون تثبيطهم وصرفهم عن دين الله ( يريدون ان يطفئو نور الله بأفواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون ) (5) لا حظوا كلمة بأفواههم اي بالسنتهم 00 ومن ثم قول الرسول لحسان بن ثابت رضي الله عنه وهو احد الذين حاربوا اعداء الا سلا م بالشعر ( اهجهم وهاجهم وجبريل معك ) متفق عليه 00
وقد تكون اية الشعراء قد ادخلت الا حساس بالتحفظ من قول الشعر لدى بعض الشعراء ولكن سرعان مايزيله الرسول ويوضح الا مر بما لا يدع للشك او التحفظ فعن كعب بن مالك رضي الله عنه حين انزل الله في الشعر ماانزل اتي للرسول وقال : ان الله تبارك وتعاى انزل في الشعر ماقد علمت وكيف ترى فيه ؟ فقال النبي ( ان المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه ) اخرجه احمد 0 وفي روايه له ( والذي نفسي بيده اكأنما تنضحونهم بالنبل فيما تقولون لهم من الشعر ) وفي حديث له صلى الله عليه وسلم انه قال ( امرت عبد الله بن رواحه بهجاء قريش فقال واحسن وامرت كعب بن مالك فقال واحسن وامرت حسان بن ثابت فشفى واشتفى )
كذالك فأننا يمكننا القول انه ليس هناك ادل على تقدير الرسول لدور الشعر والشعراء ومدى تأثيرهما في النفوس من انه قد سمع للشعر واثاب عليه ودعا لقائليه من شعراء المسلمين 00 فعن عمرو بن الشريد عن ابيه قال : استنشدني رسول الله شعر امية ابن الصلت وانشدته فقال ( هيه هيه ) حتى انشدته مائة قافيه فقال ( ان كاد ليسلم ) ( 6)
وعن جابر بن سمره قال ( جالست النبي اكثر من مائة مره فكان اصحابه يتناشدون الشعر ويتذاكرون اشياء من امر الجاهليه وهو ساكت 0 فربما تبسم معهم )( 7)
وعن المقدام بن شريح عن ابيه قال : قلت لعائشه رضي الله عنها :أ كان الرسول يتمثل بشىء من الشعر ؟ فقالت : كان يتمثل بشىء من شعر عبد الله بن رواحه ويتمثل ويقول ( ويأتيك بالا خبار من لم تزود) ( 8 )
