كتب هشام ساق الله – بعد أيام تمر علينا الذكرى السنوية لاستشهاد وقتل اللواء موسى عرفات تحت سمع وبصر الاجهزه الامنيه وفي منطقه كان يطلق عليها مربع امني ولم يتم محاسبة من قتله ولا من تخاذل بإنقاذه او أرسل له مدد قتل بموافقة ضمنيه من هذه الاجهزه المتعددة وكان مقتله بداية النهاية للسلطة الفلسطينية بغزه وضياع هيبتها .
هذا الرجل الذي قاد حركة فتح في قطاع غزه منذ بداية عام ال 66 فجميع من تم تنظيمهم بالبدايات الأولى لانطلاقة الحركة كان موسى عرفات من نظمهم ودربهم وأعطاهم سلاح لمقاومة المحتلين هذا الرجل الذي خرج بعد احتلال قطاع غزه بأشهر إلى الاردن وتولى قيادة الخطوط الاولى مع المحتل الصهيوني .
موسى عرفات للذين لا يعرفونه هو من استطاع تطبيق حرب الشعبية ونفذ خطواتها الاولى اضرب واهرب والثانية اضرب وتمترس وارفع العلم و المرحلة الثالثة منها وهي انه تقدم واحتل موقع صهيوني على الحدود ورفع العلم وتقدم خطوه للإمام في اشاره الى ان الثوره الفلسطينيه كانت تمارس ما تطرحه على الأرض في معركة أطلق عليها غور الصافي .
هذا الرجل الذي قد يختلف فيه الكثيرون ويتفق عليه الكثيرون أيضا قاتل وواجه وصمد حتى توفي وهو واقف ومارس رجولته العسكريه بالدفاع عن نفسه وأسرته ولم يثنيه اختطاف ابنه او يضعفه رغم انه وحيده وبقي صامد أردت من كتابة هذا الموضوع التذكير فيما حدث معه وهو الان عند ربه .
كما أردت ان أقول للذين يمارسون اليوم الشفافية ويريدون إبراز جانب من الماضي لماذا لا يتم فتح ما حدث مع هذا الرجل والتحقيق مع من تخاذلوا في نجدته من كافة الأجهزة الامنيه القريبه من بيته الذي يتوسط كل تلك المراكز الامنيه الموجوده بمدينة غزه وابو منهل كان يستحق اكثر من منحه النوط العسكري بعد قتله .
حادثين هم من عجلي بسقوط السلطة في غزه قتل العميد راجح ابولحيه وقتل اللواء موسى عرفات والتراخي الذي حدث بعدم اعتقال او التحقيق مع من قام بهذه الأحداث وتم التعامل مع القضية على قاعدة أكلت يوم أكل الثور الأبيض وتغليب الخلافات الشخصية على المصلحة الوطنية .
رحم الله اللواء موسى عرفات القدوه ابومنهل (مواليد يافا 16 سبتمبر 1940م—و توفي في غزة يوم 7 سبتمبر 2005), ولد لأب من غزة، أم من يافا هاجر إلى غزة في عام 1948 في النكبة وتلقى تعليمه الأساسي إلى الثانوي في مدارس المدينة تربطه صلة قرابة بياسر عرفات الرئيس الفلسطيني الراحل. له ولد منهل وابنتان، وله عدد من الأحفاد .
التحق عرفات بجامعة القاهرة في عام 1961، في كلية الحقوق لكنه لم يكمل تعليمه حيث اعتقلته السلطات المصرية عام 1965، وحصل على الماجستير في العلوم العسكرية في يوغسلافيا من أكاديمية تيتو وشارك في العديد من الدورات العسكرية في مصر وسوريا وفيتنام والصين وروسيا ويوغسلافيا.
واعتقلته قوات الأمن الأردنية في السبعينات على إثر أحداث جرش أيلول، كما اعتقل من قوات الأمن السورية وقد تعرض للتعذيب الشديد في السجون السورية. وعرفات من شخصيات فتح البارزة التي شاركت في طلائع قوات العاصفة التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، مع انطلاق العمل الفلسطيني المسلح مطلع عام 1965. شارك في حرب عام 1967 على الجبهة السورية وقاد القوات الفلسطينية في القطاع الجنوبي من الأردن خلال الأعوام 68 و69 و1970 كما شارك في معركة الكرامة في مارس/آذار 1968.
بعد خروج القوات الفلسطينية إلى تونس عام 1982 تولى اللواء موسى عرفات مركز نائب جهاز الاستخبارات لمنظمة التحرير ومع اتفاقية السلام الموقعة بين إسرائيل ومنظمة التحرير عاد إلى غزة وشرع في تأسيس جهاز الاستخبارات العسكرية وحدد مركزة الرئسي في مبنى السرايا الواقع على مفترق طرق عمر المختار مع شارع الجلاء في مدينة غزة.
في نوفمبر 2004، عين اللواء موسى في منصب رئيس للأمن الوطني في قطاع غزة خلفا للواء عبد الرازق المجايدة، هذا التعين أدى إلى اعتراضات واسعة من قبل معارضي عرفات. بعد استلام الرئيس الفلسطيني الجديد محمود عباس مهام عمله، أصدر مجموعة قرارات من ضمنها تفعيل التقاعد، وعليه تقاعد اللواء موسى عرفات. وقد توقع العديد أن يقود موسى عرفات انقلاباً بسبب قرار التقاعد، لكنه اختار الحفاظ على وحدة الصف الفتحاوي والتزم بقرار التقاعد. إستلم بعدها اللواء موسى عرفات موقع مستشار عسكري للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
نجى من محاولة اغتيال عام يوم 24-7-2003، بواسطة صاروخ أطلق على مكتبه في مبنى السرايا وسقط في ساحة في سجن غزة المركزي أدي الي اصابات في حراس السجن والمساجين،. وفي تاريخ 12-10-2004 نجا أيضاً من محاولة انفجار سيارة أثناء مرور موكبه خروجا من المركز الرئيسي في مبنى السرايا بغزة.
وكانت مجموعة من المسلحين في 7 أيلول/سبتمبر 2005تقتحم منزل اللواء موسى عرفات، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الأمنية ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية ، وتغتاله، بعد أن تشتبك مع حراسه وتصيبهم، وقبل انسحابها تختطف المجموعة المسلحة نجل الفقيد منهل عرفات ( 29سنة) وتحجزه لعدة أيام قبل أن تطلق سراحه بعد مفاوضات وتحذيرات من القيادة الفلسطينية من المس به.