هناك على قمة جبل عانق السماء في صموده وتحدى الأجيال في تغيير ملامحه....
تناثرت بضع بيوت غطت الأعشاب سطوحها ووصلت بين منازلها ومزارعها زواريب ترابية دون نظام أو كأنها رسمت بريشة فنان غجري مبتدئ
حتى ما يظهرحول القرية لا يحتاج الى فن في الرسم والابداع فهي حلة خضراء
يفصل بينها تقاطعات من الطرق الزراعية
ترامت على جوانبها الأغصان المثقلة بالتفاح والبرقوق وتسلقت دوالي العنب سناسلها
وغسلت قطرات الندى أوراقها حيث تسابقت الأرض والسماء في العطاء
فأحلت لهم فراشها وحرمت عليهم هجرها وقيدتهم بأغلال من عطائها
حتى أصبحوا منها كشجر الزيتون بجانب مقابر الأولياء والصالحين
علمتهم وألزمتهم بالعطاء المتبادل... فهي أكرم منهم جميعا!!!!!
فعلى سطحها يمرحون وفي بطنها يدفنون.... تراهم ومع اطلالة كل صباح مع ذوبان الليل في النهار مع صيحة الديك الذي يسكن حاكورة التين حيث يدق لهم ساعة العمل
يمتطي كل دابته
وتهجر القرية أهلها الى مزارعهم أفراد وجماعات........
راتسمت على وجوههم الفرحة والسعادة للقاء عشيقتهم الخضراء....
أناس مسيرون أحسوا بقدسية الأرض فقدسوها...
وقدموا لها زيت جهدهم وسقوها من دمائهم فطيبتهم من طيبة تلك الأرض
حبهم من عشقها لهم حتى علمهم من علومها
واذا ما انتهى يومهم وطردهم سواد الليل من مزارعهم عادوا وراحة البال تغمرهم
يعبرون عنها بالمواويل و(الميجنا)
تسمعها صدى بين الوديان مع العصافير والطيور التي تجمعت على أشجار البلوط تنافسهم بألحانها العفوية الجميلة لتزيد من الجمال جمالا ولتطرب على نغمات أجمل (سمفونيا)تعزفها الطبيعة على أوتار شعاع الشمس عند الغروب
ومع بداية الليل وبعد أن نفضوا غبار تعبهم وغسلوا الحناء عن أيديهم وتناولوا ما تيسر من طيب خيراتهم ونالوا قسطا من الراحة
يتوجهون الى ساحة الحاج فياض والبعض يحمل بين يديه شيئا من السكر أو صرة من القهوة
يشعلون موقد سهرتهم ويلتفون حول دلة القهوة للاستماع لنشرة الأخبار الزراعية المحلية حيث لا تأخذ من وقتهم الكثير ......
ليبدأوا بلعبة (حاكم جلاد) ولعبة (الكبريتة)
ومن ثم المسلسل اليومي وغالبا ما يكون سيرة (أبو زيد الهلالي ) أو مغامرات (الزير سالم )
كانت أسعد لياليهم عندما كانوا يزورهم الشاعر ((الهشمري ))
الذي أجاد اللهجات وتفنن في برم الشنبات وسرد الحكايات عمره من عمر الزمان مجهول الهوية ... ليس له عنوان ....أيامه ضيافة وترحال.... واشعاره خرافات ونسج من خيال يطرب ولا يطرب
اذا ما شاع خبر وصوله حتى يلتف من حوله أهل القرية ويتوافدون الى بيت المختار يستمتعون بما يجود من أشعار ونغمات صوته تعانق أنات الربابة
رواية وكان الحب أقوى... بقلم ربحي أبو سارة
ينقل اليهم من خلال رحلته بين القرى ما وصله من حكايات وحزازير
ووصف للكريم والبخيل
فهو يمدح من أحسن استضافته وأكرمه فينقل اسمه على كل لسان
ويرعبهم بهجاء من قصر في حقه وبخل في تقديم الولائم له....فيفرض عليه اكرامه...لا حبا فيه ... ولكن خوفا من لسانه الاذع السليط
أناس حياتهم استمرار للتاريخ وارتباطهم به وثيق
طموحاتهم داخل حدود قريتهم
ترى دهشتهم في غرابة كل دخيل على حياتهم.....
ان زارتهم حضارة يوما في لباس شخص غير لباسهم أو فكرة لا ترضي امزجتهم كفروا من أدخلها!!!!!!
كان أبو خالد واحدا من هؤلاء .....ذا سلطة وجاه على عشيرته قوي البنية سديد الرأي
تعالى في جماعته حتى أصبح فيهم مختارا بلا ختم فالمخترة وراثة...
كان شديد البأس... صلبا.... قوي العزم والارادة .... يلجأون اليه في حل مشكلاتهم... اضافة الى أن نصيبه في أراضي القرية يفوق غيره....مستور الحال!!!!! متوسط الانفاق .... لا يقتصر في التزاماته نحو البيت والأبناء الستة وابنته السابعة....فألبسهم خيرا من أقرانهم وأغدق عليهم بما يتفق وامكاناته وأفكاره
تناثرت بضع بيوت غطت الأعشاب سطوحها ووصلت بين منازلها ومزارعها زواريب ترابية دون نظام أو كأنها رسمت بريشة فنان غجري مبتدئ
حتى ما يظهرحول القرية لا يحتاج الى فن في الرسم والابداع فهي حلة خضراء
يفصل بينها تقاطعات من الطرق الزراعية
ترامت على جوانبها الأغصان المثقلة بالتفاح والبرقوق وتسلقت دوالي العنب سناسلها
وغسلت قطرات الندى أوراقها حيث تسابقت الأرض والسماء في العطاء
فأحلت لهم فراشها وحرمت عليهم هجرها وقيدتهم بأغلال من عطائها
حتى أصبحوا منها كشجر الزيتون بجانب مقابر الأولياء والصالحين
علمتهم وألزمتهم بالعطاء المتبادل... فهي أكرم منهم جميعا!!!!!
فعلى سطحها يمرحون وفي بطنها يدفنون.... تراهم ومع اطلالة كل صباح مع ذوبان الليل في النهار مع صيحة الديك الذي يسكن حاكورة التين حيث يدق لهم ساعة العمل
يمتطي كل دابته
وتهجر القرية أهلها الى مزارعهم أفراد وجماعات........
راتسمت على وجوههم الفرحة والسعادة للقاء عشيقتهم الخضراء....
أناس مسيرون أحسوا بقدسية الأرض فقدسوها...
وقدموا لها زيت جهدهم وسقوها من دمائهم فطيبتهم من طيبة تلك الأرض
حبهم من عشقها لهم حتى علمهم من علومها
واذا ما انتهى يومهم وطردهم سواد الليل من مزارعهم عادوا وراحة البال تغمرهم
يعبرون عنها بالمواويل و(الميجنا)
تسمعها صدى بين الوديان مع العصافير والطيور التي تجمعت على أشجار البلوط تنافسهم بألحانها العفوية الجميلة لتزيد من الجمال جمالا ولتطرب على نغمات أجمل (سمفونيا)تعزفها الطبيعة على أوتار شعاع الشمس عند الغروب
ومع بداية الليل وبعد أن نفضوا غبار تعبهم وغسلوا الحناء عن أيديهم وتناولوا ما تيسر من طيب خيراتهم ونالوا قسطا من الراحة
يتوجهون الى ساحة الحاج فياض والبعض يحمل بين يديه شيئا من السكر أو صرة من القهوة
يشعلون موقد سهرتهم ويلتفون حول دلة القهوة للاستماع لنشرة الأخبار الزراعية المحلية حيث لا تأخذ من وقتهم الكثير ......
ليبدأوا بلعبة (حاكم جلاد) ولعبة (الكبريتة)
ومن ثم المسلسل اليومي وغالبا ما يكون سيرة (أبو زيد الهلالي ) أو مغامرات (الزير سالم )
كانت أسعد لياليهم عندما كانوا يزورهم الشاعر ((الهشمري ))
الذي أجاد اللهجات وتفنن في برم الشنبات وسرد الحكايات عمره من عمر الزمان مجهول الهوية ... ليس له عنوان ....أيامه ضيافة وترحال.... واشعاره خرافات ونسج من خيال يطرب ولا يطرب
اذا ما شاع خبر وصوله حتى يلتف من حوله أهل القرية ويتوافدون الى بيت المختار يستمتعون بما يجود من أشعار ونغمات صوته تعانق أنات الربابة
رواية وكان الحب أقوى... بقلم ربحي أبو سارة
ينقل اليهم من خلال رحلته بين القرى ما وصله من حكايات وحزازير
ووصف للكريم والبخيل
فهو يمدح من أحسن استضافته وأكرمه فينقل اسمه على كل لسان
ويرعبهم بهجاء من قصر في حقه وبخل في تقديم الولائم له....فيفرض عليه اكرامه...لا حبا فيه ... ولكن خوفا من لسانه الاذع السليط
أناس حياتهم استمرار للتاريخ وارتباطهم به وثيق
طموحاتهم داخل حدود قريتهم
ترى دهشتهم في غرابة كل دخيل على حياتهم.....
ان زارتهم حضارة يوما في لباس شخص غير لباسهم أو فكرة لا ترضي امزجتهم كفروا من أدخلها!!!!!!
كان أبو خالد واحدا من هؤلاء .....ذا سلطة وجاه على عشيرته قوي البنية سديد الرأي
تعالى في جماعته حتى أصبح فيهم مختارا بلا ختم فالمخترة وراثة...
كان شديد البأس... صلبا.... قوي العزم والارادة .... يلجأون اليه في حل مشكلاتهم... اضافة الى أن نصيبه في أراضي القرية يفوق غيره....مستور الحال!!!!! متوسط الانفاق .... لا يقتصر في التزاماته نحو البيت والأبناء الستة وابنته السابعة....فألبسهم خيرا من أقرانهم وأغدق عليهم بما يتفق وامكاناته وأفكاره