حدث وراء الباب
حدث وراء الباب
واسترقت السمع عبر صغير الفوهات..
لباب موصود بغير مفتاح..
عادة لا مكرّمة ومن غير المستحبّات..
وتعرّي الأسرار عند الكرام غير مباح..
لكني وبضغط شديد من الذات..
وجدت نفسي بآذان مشنّفة على الباب
ملقاة..
ألتهم فيها بأنفاس منقطعة وبإلحاح..
كل مايدور وراء الباب من خفايا
ومكنونات..
كانا يتناجيان بأنغام تتهادى ألحانها
على وتر من تنهدات..
وتتراقص على شفاه عاشقة تتجمّل
بالتأوهات..
يذوبان.. يتلاشيان فتختنق معهما
النبرات..
أكاد أجن لحظة يذوب بعيدا عن
مسمعي الترنم الفواح..
وتضيع معه أجمل وأرقّ العبارات..
فتتآكلني حشريتي لتلقّف المزيد من
خذي وهات..
صبري نفذ.. وكدت من فرط تطفّلي
أخلع عليهما الباب..
لكن استحيائي قد استوقفني مابين
الجدّ والمزاح..
لم تطل بي اللحظات حتى سمعت
ما سمعت..
ويالهول ما سمعت..
لم أصدّق أذناي.. ولم أستطع
تكذيبهما.. لا.. لا.. لن أبوح بما
سمعت ولن أفضح سرّيهما..
ربما يترصد الحرمان بأيامهما..
فيغدو هذا اللقاء فرصة لاتستعاض
أو تتاح..
إذن.. فلأكتم أنفاسي على الماضي
والآت..
لكن.. من منّا الجاني.. آذاني أم المسافر
عبرهما بالمحلّلات والمحرّمات..؟
المهم بأني قد عدت استرق السمع من
جديد..
عدت والعود أحمد سواء بقطف الرمان
أو بأكل التفاح..
فتارة كانت تدغدغ مسامعي الهمسات
والوشوشات..
وتارة يدبّ فيها رنين العراك والخلافات..
ياإلهي.. ما الذي يجري وراء الباب بالتمام
والكمال؟..
وماهذا التناقض الغريب بين الضحك
والنواح؟..
وبينما كنت أسائل نفسي.. إذ أفاجأ
بالصمت وقد خيّم بظلاله من جديد..
فيطول ويطول معه انتظاري..
بصراحة.. لم أعد أتمالك نفسي..
فصممت اقتحام وحدتهما مهما كان
الثمن..
لكني لم أفعل.. فهناك ماكان يردعني
بدافع من الإيمان والمعتقدات..
فكما لكلّ حصان كبوة.. فلكل مؤمن
هفوة..
وما أبشع الهفوات..
تراجعت.. ظنّا مني بأنّ كلاهما قد عاد
إلى نفسه يراجعها ويحاسبها..
وما أحلى الرجوع إلى الذات ومحاسبتها..
لكن الصمت طال واستطال.. وكاد ينبلج
الصباح..
وكأنّ شهرزاد قد سكتت عن الكلام المباح..
فأي خلوة مع النفس هذه؟..
لا.. لم أعد أطيق أو أحتمل..
لابدّ من كسر حاجز الصمت الرهيب الذي
يشلّ فرائصي ويلهبها..
و.. لاشعوريا وجدت نفسي أقف وراء الباب
بينهما..
ربي ماهذا.. ياللروع..
أحرج موقف.. وأخطر وقفة.. يقفها
الإنسان في حياته..
وهل أصعب من الوقوف مع الذات؟
فوراء الباب.. قد وجدت نفسي تقف
مابيني وبين ذاتي
حدث وراء الباب
واسترقت السمع عبر صغير الفوهات..
لباب موصود بغير مفتاح..
عادة لا مكرّمة ومن غير المستحبّات..
وتعرّي الأسرار عند الكرام غير مباح..
لكني وبضغط شديد من الذات..
وجدت نفسي بآذان مشنّفة على الباب
ملقاة..
ألتهم فيها بأنفاس منقطعة وبإلحاح..
كل مايدور وراء الباب من خفايا
ومكنونات..
كانا يتناجيان بأنغام تتهادى ألحانها
على وتر من تنهدات..
وتتراقص على شفاه عاشقة تتجمّل
بالتأوهات..
يذوبان.. يتلاشيان فتختنق معهما
النبرات..
أكاد أجن لحظة يذوب بعيدا عن
مسمعي الترنم الفواح..
وتضيع معه أجمل وأرقّ العبارات..
فتتآكلني حشريتي لتلقّف المزيد من
خذي وهات..
صبري نفذ.. وكدت من فرط تطفّلي
أخلع عليهما الباب..
لكن استحيائي قد استوقفني مابين
الجدّ والمزاح..
لم تطل بي اللحظات حتى سمعت
ما سمعت..
ويالهول ما سمعت..
لم أصدّق أذناي.. ولم أستطع
تكذيبهما.. لا.. لا.. لن أبوح بما
سمعت ولن أفضح سرّيهما..
ربما يترصد الحرمان بأيامهما..
فيغدو هذا اللقاء فرصة لاتستعاض
أو تتاح..
إذن.. فلأكتم أنفاسي على الماضي
والآت..
لكن.. من منّا الجاني.. آذاني أم المسافر
عبرهما بالمحلّلات والمحرّمات..؟
المهم بأني قد عدت استرق السمع من
جديد..
عدت والعود أحمد سواء بقطف الرمان
أو بأكل التفاح..
فتارة كانت تدغدغ مسامعي الهمسات
والوشوشات..
وتارة يدبّ فيها رنين العراك والخلافات..
ياإلهي.. ما الذي يجري وراء الباب بالتمام
والكمال؟..
وماهذا التناقض الغريب بين الضحك
والنواح؟..
وبينما كنت أسائل نفسي.. إذ أفاجأ
بالصمت وقد خيّم بظلاله من جديد..
فيطول ويطول معه انتظاري..
بصراحة.. لم أعد أتمالك نفسي..
فصممت اقتحام وحدتهما مهما كان
الثمن..
لكني لم أفعل.. فهناك ماكان يردعني
بدافع من الإيمان والمعتقدات..
فكما لكلّ حصان كبوة.. فلكل مؤمن
هفوة..
وما أبشع الهفوات..
تراجعت.. ظنّا مني بأنّ كلاهما قد عاد
إلى نفسه يراجعها ويحاسبها..
وما أحلى الرجوع إلى الذات ومحاسبتها..
لكن الصمت طال واستطال.. وكاد ينبلج
الصباح..
وكأنّ شهرزاد قد سكتت عن الكلام المباح..
فأي خلوة مع النفس هذه؟..
لا.. لم أعد أطيق أو أحتمل..
لابدّ من كسر حاجز الصمت الرهيب الذي
يشلّ فرائصي ويلهبها..
و.. لاشعوريا وجدت نفسي أقف وراء الباب
بينهما..
ربي ماهذا.. ياللروع..
أحرج موقف.. وأخطر وقفة.. يقفها
الإنسان في حياته..
وهل أصعب من الوقوف مع الذات؟
فوراء الباب.. قد وجدت نفسي تقف
مابيني وبين ذاتي